الأحد، 17 مارس 2013

مدينة أوجفت

التاريخ والثقافة
ينقسم جبل آدرار إلى منطقتين أساسيتين:
- الظهر ويطلق على المرتفعات الشاهقة التي تقع عليها مدن أوجفت، شنقيط، وادان،بينما تقع مدينة أطار في :
- الباطن وهو عبارة عن سهل منبسط تقع فيه كذلك أزوكي.
وأما بخصوص "أوجفت" فهي مدينة تاريخية تقع في الجزء الجنوبي الغربي من آدرار أسست في أواخر القرن 8 هـ من طرف محمد فاضل بن شمس الدين بن يحي الكبير القلقمي الإدريسي الأخ الأكبر لأحمد بن شمس الدين مؤسس توأمتها "أطار" وهي تقع على قمة المرتفع الذي سميت به ومعنى كلمة أوجفت: الجبل الأزرق، والذي يشكل شبه جزيرة تحيط بها الأودية من كل الجهات تقريبا ،وكان عدد ديار المدينة الاولي 60 دارا متجاورة وبعد 3 قرون اندرست نتيجة لزحف الرمال ونشأت المدينة الثانية أواخر القرن 11 هـ ثم ظهرت المدينة الحالية في بداية القرن 14هـ ، والمساجد في أوجفت عبارة عن 3 أجيال :فعمر الاول 5قرون وقد شيد في الايام الاولى لتأسيس المدينة وعمر الثاني حوالي 120 عاما والثالث 30 عاما والذي هو قائم الآن وإن كانت الصلاة حولت منه إلى المسجد الرابع الواقع قرب السوق الحالية وقد أشفعت هذه المساجد في جميع مراحلها بمحاضر لتدريس العلوم الشرعية تخرج منها بعض العلماء والأدباء الذين يشكل انتاجهم اليوم جزءا مهما من ثروة البلاد الثقافية ومصدرامن مصادر اعتزازها 2 وقد تعاقب على المحضرة الاوجفتية عبر تاريخها العريق عدد من رجال العلم نذكر منهم : محمد عبد الله بن ابراهيم اخليل ، محمد السالك بن الامام ، محمد بن احمين اعمر ، عبد الرحمن بن امغر ، محمد محمود بن محمد لحظانه ،محمد محمود بن سيد بن لعنايه
ولم تعرف المدينة التأليف إلا في اواخر القرن 13 هـ مع تداول خطب الجمعة والاعياد التي كان يلقيها الامام عبد القادر بن الخراشي ، وأول المؤلفات ظهورا كانت لعبد السلام بن حرمة العلوي واحمد بن اللله بن امغر الشمسدي.
ولقد ثمن كبار العلماء والباحثين الموريتانيين الادوار الريادية الكبرى لهذه المدينة وفي هذالسياق سرد المؤرخ المختارولد حامد في موسوعته 3 اسماء 29 عَلَمًا من أعلام المحضرة الاوجفتية ، بينما تناول أ.احمد بن حبيب الله 4 محور القنوات الثقافية الاوجفتية (المساجد، المكتبات......) في حين اشار د. محمدوبن محمدن 5 إلى الدور المركزي في مقاومة الزحف الفرنسي علي موريتانيا الذي اضطلعت به المدينة اذ انطلق منها المجاهد سيد بن مولاي الزين نحو تجكجة حيث قتل كبولاني ، كما استوعب كتاب م التحق بمدينة انيور مع بعض اعيان بلدته فصدروا في الطريقة الحموية من قبل الشيخ حماه الله وعادوا إلى اوجفت فأسسوا اول زاوية حموية بآدرار، ت1953 .
5 ـ عبد الرحمن بن المختار بن احمد :
عالم متصوف لازم الشيخ ماء العينين فقدمه وجاء بدوره لينشر القادرية باوجفت ، ت1963 . 8
6 ـ عبد الرحيم بن الامام :
عالم جليل نصب قاضيا في اوجفت بعد القاضي دحود بن كًيْْه ، توفي في الثمانينات من القرن الماضي ، قيل عنه :
تصدر للتدريس منذ هو يافع ونال بتقوي الله جل علا القدر
ويحكم بالأحكام حكم عدالة كنهج ابي حفص الرضا وأبي بكر
7 ـ عبد الله بن حمزة :
اديب مبدع تفوق في الشعر الحساني يقول :
رؤيت مولان ميؤوسه والناس افخبرُ كَصاره
ماراهَ كليم موسى يخوتِ ذالخلق انصاره
 وهو صاحب الطلعه المشهورة :

سامع عنك ياغيلاَن َ فلكَالت جمع الوزان
عنك ذاتك ماتتكَان هي والذات اعل صيف
واكتن جيت لحكَتك كان الامر على ماوصف .9
8 ـ محمد محمود بن الحسن :
عالم علامة ومؤرخ ، تولي القضاء طيلة 18 عاما بتنبكتو بدءا من س 1946 وبعد عودته الى اوجفت تفرغ للتدريس والتصنيف فالف قرابة 40 كتابا في مختلف فروع المعرفة ، اشادت بموسوعيته بعثة المعهد الموريتاني للبحث العلمي الي اوجفت يوليو 1991 10اشهركتبه : القول الفسيح في النسب والتاريخ الصحيح : الف جزءه الاول س1991 وخصصه لتاريخ اوجفت واعلامها ، اماالجزء الثاني 11ففرغ من تاليفه س 1997 وقد تضمن شذرات عن تاريخ موريتانيا عموما ، ت 1998
9 ـ محمد عبد الرحمن بن الشيباني بن احمد عبدي :
سفير اصيل وشخصية مرموقة في بلاد الحرمين ، درس العلوم الشرعية بمعاهد المدينة المنورة ، لقب "ابو المدنيين" تنويها بفضله الكبير علي اهل المدينة المنورة ، اما الشناقطة فهو عندهم بمكانة سامقة لايعربها اللسان ، له بحوث فقهية عديدة .12

الهوامش :


ـ مدينة أوجفت دراسة تاريخية، فاطمة بنت أب، مذكرة تخرج، كلية الآداب جامعة انواكشوط 08-2009، ص 8 ـ 11


2 ـ د . الهادي بن محمد محمود ، الحياة الثقافية في مدينة اوجفت ، مذكرة تخرج ، المعهد العالي ، 4 0 ـ 2005 ، ص 10 ، 22

3 ـ حياة موريتانيا الحياة الثقافية ، الدار العربية للكتاب ، 228
4 ـ في بحثه : التاريخ الثقافي لادرار اوجفت واطار نموذجا ، الملتقي الثقافي والتنموي المنعقد بمقاطعة اوجفت ابريل 2002 ، ص 22
5 ـ في كتابه : المجتمع البيظاني في القرن 19م معهد الدراسات الافريقية ،ص365
6 ـ الطالب اخيار بن مامين ، الشيخ ماء العينين ، علماء وامراء في مواجهة الاستعمار الاوربي ، ص219 ،317، 451
7 ـ محمد المصطفي بن الندي ، مقال ( حصيلة رحلة استطلاعية الى منطقة اوجفت بادرار ، مجلة الوسيط ، العدد 4/1993 ، ص 89
8 ـ ابن مامينا ، علماء وأمراء ....، مرجع سابق : 317
9 ـ باب احمد بن البكاي ، جامع التراث الشعبي ......، سحب المطبعة الجديدة ،ص101
10 ـ انظر : مجلة الوسيط ، مرجع سابق : 88
11 ـ وضعت عليه تحقيقا في كتاب آمل ان يجد طريقه الي النشر قريبا باذن الله تعالى
بقلم : أ . محمد الامين بن محمد لحظانه (كَيًه)
إحصائيات
المقاطعة
1988
2000
أطار
35317
38962
اوجفت
16217
20181
شنقيط
6327
6704
وادان
3186
3695
مجموع آدرار
61074
69542
يبلغ عدد سكان الولاية إجمالا حوالي 69542 نسمة في عام 2000 ، و في سنة 2011 ارتفع العدد إلى 78600 ، موزعين حسب الجدول التالي في المقاطعات الأربع :
حيث تعتبر مقاطعة أوجفت ثاني كثافة
سكانية في الولاية ، أما بلديات المقاطعة
فتأتي بلدية أوجفت الأولى من حيث عدد
السكان ( حوالي 6019 نسمة ) تليها بلدية المداح (حوالي 5815 نسمة) و تأتي بلدية المعدن ثالثا ( 5774  ) و بلدية انتيركت ( 2573 ) حسب إحصائيات 2000 .
أما التجمعات السكانية فتشير الدراسات المعدة أخيرا و منها دراسة تجمع مكاتب دفستات / إيكار ، الذي أشرفت عليه وزارة الشؤون الإقتصادية و التنمية و المعد هذا العام ، يشير إلى أن التجمعات السكانية في مقاطعة أوجفت البالغة مساحتها حوالي (26159 كم‍‍2 ) بلغت 154 تجمعا موزعين على النحو التالي : (1)
أوجفت 31
المعدن 48
انتيركت 38
المداح 37


الفقر في أوجفت
يعتبر أكثر من نصف سكان آدرار فقراء (57.1%) في سنة 2008 و ذلك عند مقارنة إنفاقهم الكلي مع العتبة الحيوية الدنيا المقدرة ب 129600  أوقية في السنة لكل شخص ، و باستثناء مقاطعة أطار ، سجلت مقاطعات الولاية الثلاث نسبة تساوي أو تزيد على 68% ، حيث بلغت في أوجفت نسبة الفقر 68.7% أما نسبة الفقر المدقع فوصلت بأوجفت 57.3%
تفاقمت حالة الفقر في ولاية آدرار بين عامي 2004 و 2008 من حوالي 40% إلى 57% ، في حين أن الفقر العام في موريتانيا قد انخفض بنسبة 10% خلال هذه الفترة.
المجال الإقتصادي
تستقطب الزراعة في مقاطعة أوجفت ما يقارب من نصف اليد العاملة تأتي بعدها التجارة و و الصناعة التقليدية.
الزراعة ممارسة قديمة في مقاطعة أوجفت جربها السكان الأوائل على طول الواحات حيث ظروف المياه مواتية و جودة و خصوبة التربة في أكثر مناطق المقاطعة . و مع تدهور الأحوال الجوية ، و خاصة انخفاض معدل هبوط الأمطار على وجه الخصوص فقد طور السكان أشكالا تقليدية من الزراعة للتكيف مع الأحوال الجوية التي تسوء على نحو متزايد ، و هكذا ظهرت السدود و الحواجز المائية على طول الأودية ، بالإضافة إلى امتداد زراعة النخيل إلى المناطق الهامشية و تطوير زراعة المحاصيل و الخضروات تحت النخيل ، و ترتبط هذه التغيرات الجديدة و طريقة العمل بعدد من المخاطر منها الاحتياجات المائية التي تزداد ندرتها بشكل متزايد ( السقوط غير المنتظم للأمطار التي تتناقص بشكل تدريجي جدا ، و انخفاض المستوى الثابت للمياه الجوفية) و تلبية الاحتياجات الاستهلاكية المتزايدة.
الزراعة في المقاطعة هي في الغالب زراعة النخيل و الخضروات و بشكل ثانوي زراعة الأراضي المنخفضة ( لكراير) مثل : المرفك ـ ام أشناد ـ العكد ـ وكشض.
اعتمدنا في الإحصائيات على البرنامج الجهوي لمكافحة الفقر بولاية آدرار2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.