الأحد، 10 مارس 2013

مدينة شنقيط التاريخية


المسجد العتيق في شنقيط
كانت شنقيط مركز إشعاع علمي وثقافي ،ارتبط اسمها بحملة من المعاني حيث شهدت منذ القرن 10 هـ نهضة ثقافية شاملة إلا أن أهلها لم يهتموا بتدوين حركتهم العلمية وتوثيق أحداثها والتأريخ لها. بنيت شنقيط القديمة سنة 776 م 160 هـ  وعاشت قرونا ثم اندثرت لتنهض على أنقاضها مدينة شنقيط الحالية بما تحويه من كنوز التراث الثقافي المنسي فلا زالت مدينة حية تقاوم الظروف الصعبة والعزلة القاتلة. ترجح بعض المصادر أن اسم شنقيط يرجع إلى نوع من الأواني الخزفية "الشقيط" كانت تشتهر به وان يسعى مؤسسها  الذي حفر بئرا في هذا المكان أثناء حملته بالصحراء حبيب بن عبيدة 723 م 116 هـ  . وهناك رواية أخرى تقول بأن كلمة "شنقيط" ذات أصل "بربري" ومعناها باللغة البربرية"عيون الخيل".
 كانت شنقيط مدينة واحات ومحطة هامة من محطات تجارة الصحراء وكان الحجاج يتجمعون فبها ثم ينطلقون في قافلة واحدة لأداء فريضة الحج فسمي سكان هذا القطر "الشناقطة" نسبة إلى مدينة شنقيط التي تعزز دورها التجاري والديني في أوائل القرن 11هـ حتى أصبحت العاصمة الثقافية لذلك البلاد. المجتمع الشنقيطي. لقد سبق العرب إلى إفريقيا وبلاد المغرب وحكموها أكثر مما حكمها أهلها الأقدمون، وأكثر مكان حكمه العرب كان بلاد شنقيط و دام الصراع الثقافي فترة طويلة. ورغم ذلك فلم يحدث انصهار عرقي ثقافي مثل الذي حدث في المجتمع الشنقيطي، وتحدث جميع الشناقطة اللهجة الحسانية العربية التي جاءت بها قبيلة بني حسان قبل ستة قرون فانتشرت واكتسحت اللغات القديمة ثم تولت القبائل الصنهاجية التي انسلخت عن لغتها القديمة تعميم العامية العربية الحسانية ونشرها وتطويرها ولعلها بذلك بذلت من الجهد وأنجزت ما لم ينجزه بنو حسان أنفسهم. لقد اعتنق أهل الصحراء الإسلام وتحدثوا اللغة العربية أصيلهم ودخيلهم. واحتلوا مواقع السلم الاجتماعي على أساس تمثلهم لروح الإسلام وتجسيدهم لروح البطولة العربية ما قبل الإسلام دون أن يكون للسلالة دور كبير في بلورة البيئة الاجتماعية السكانية
صورة من المخطوطات القديمة في مكتبات شنقيط
وكان لشنقيط قضاة صلح للإصلاح بين الناس وترسيخ قيم الأسلام والمسامحة وهولاء القضاة على التوالي حسب الترتيب الزمني :
عبد الرحمن بن الوافي
سيد بابه بن سيد أحمد بن الطالب محمد
سيد محمد ولد حبت صاحب مكتبة أهل حبت بشنقيط
الشيخ بن حامني
أحمد خليفه بن محمد الحنفي
عبد العزيز بن حامني
البخاري بن محمد الحنفي
سيد أحمد بن حبت
محمد محمود ولد عبد الحميد
أحمد بن الأعمش
محمدو بن أحمد بن البشير
 وتبعد مدينة شنقيط حوالي 533 كلم من العاصمة الموريتانية أنواكشوط وعلى بعد 83 كلم من مدينة أطار من الناحية الشرقية و يربطها بأطار طريق  غير معبد سوى مايعرف منه بطريق ولد أبنوا 5كلم فقط
ويتميز مناخ المدينة بالحرارة صيفا ليصل 45 درجة و15 شتاءا وهبوب أتربة خفيف في مختلف الفترات نتيجة انحصار المدينة بين الكثبان الرملية المتحركة
و تدار مقاطعة شنقيط من لدن حاكم المقاطعة وتوجد بها ثكنة من الحرس وسرية من الدرك وتمثل في البرلمان بنائب وشيخ ولها مجلس استشاري بلدي يضم 15 خمسة عشر مستشارا وتضم المقاطعة بلديتين هما : شنقيط ، العين الصفراء وتضم شنقيط عدة حواضر منها: لكراره – تمكازين – أودي أعمر – أرقيويه – أدويرات أمكاين – تموننك – لعكيله ....إلخ
وتوجد بمقاطعة شنقيط ثانوية وإعدادية و11 إحدى عشر ابتدائية إلا أنه في هذه السنة تم إغلاق أقسام الباكلوريا في ثانوية شنقيط نتيجة فقر في الأساتذة و خصوصا العلوم والفيزياء
المصالح الحكومية يوجد منها عدد في المقاطعة ك :الصحة – التنمية الريفية – الشباب والرياضة – البريد والمواصلات – الشركة الوطنية للكهرباء – التنمية المستديمة للواحات – مركز تقييد السكان ، وبها كذلك شبكات الاتصال موريتل – ماتل – شنقيتل

بطحاء شنقيط 
ويتراوح عدد السكان بين 3000 نسمة في الشتاء ليربو على 7000 في الصيف موسم (الكيطنة) وقد كان الاقتصاد التقليدي يقوم على أسس ثلاثة هي واحات النخيل وما تنتجه من تمور وما يزرع تحتها من حبوب، ثم تربية الماشية التي كان يملك السكان منها كميات معتبرة، وأخيرا النشاط التجاري نظرا لموقع المدينة على طريق القوافل بين المغرب والسودان، فكان لأهل المدينة ثلاثة اتجاهات للتسويق والتسوق هي السوادن(مالي الحالية) ووادنون في جنوب
ومن النشاطات التي تزاول في المدينة الزراعة تحت النخيل : الخضروات-القمح –الشعير، لكن هذه الزراعة حتى الآن عبارة عن اكتفاء ذاتي للمدينة فقط وتعمل التنمية المستديمة للواحات حسب مصادرها على تطوير هذا المنتوج
ومن أشهر مكتبات شنقيط : مكتبة أهل حبت – مكتبة أهل أحمد محمود – مكتبة أهل أحمد شريف – مكتبة أهل بلعمش مكتبة أهل أوداعه – مكتبة أهل أعل البخاري – مكتبة أهل الحنشي  ....إلخ


ومن طرف مدينة شنقيط المثل المعروف (أمج عنفار أل شنقيط) ، وتقول الحكايات أن عنفار هو سيل له عنفوانه الخاص و أنه حمل معه كل أغراض المنازل التي تعترض سبيله حتى أنه أتى معه بمراجل من الطعام الجاهز (العيش) ورغم أن شنقيط مدينة سيول علمية وأدبية لم تغب عنها كذلك الطرافة والدعابة فإلى جانب عنفار كانت هنالك رجال عنافرة في مجال العلوم المختلفة والمكتبات التي ذكرنا خير شاهد على تلك الحقب ورجالاتها .     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.